اهوال يوم القيامة

اهوال يوم القيامة

اهوال يوم القيامة هو الموضوع الذي سنتطرق إليه في مقالتنا اليوم من مدونة علم حيث سنتعرف على الأهوال التي تحدث في يوم القيامة للكون، وسنذكر لك عزيزي القارئ ترتيب أحداث يوم القيامة كما اتفق عليه الفقهاء.

ما هي اهوال يوم القيامة؟

يوجد أهوال كثيرة ستحدث للكون في يوم القيامة والآن سنقوم بذكرها وبيانها :

أهوال السماء

  • تتغير ملامح السماء يوم القيامة وذلك بسبب التصدع والانشقاق الذي يحدث فيها، والتخلل في أركانها حيث تنهار السماء، ثم تتحرّك كالموج قال الله تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرا).
  • يتغير لونها وشكلها أيضا ويصبح لها شكل آخر حيث يشاهد الإنسان ما كان لا يراه ، قال الله تعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)، فيصبح لون السماء أحمر كلون الورد، وتكون مثل الرصاص المصهور أو مثل الزيت المغليّ ،وتضعف لنزول ما فيها من الملائكة.
  • وقد وصف الله تعالى ضعف السماء بقوله: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ)،ويكون فيها أبواب بسبب كثرة تشقُّقها، ثُمّ تنزّل الملائكة إلى أرض المحشر من الأبواب التي ظهرت طاعةً لأمر الله تعالى، وفي النهاية تُطوى السماء وتزول وتُبدّل بسماءٍ أُخرى، قال سبحانه وتعالى: (يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ).

أهوال الشمس والقمر

تصبح الشمس يوم القيامة مظلمة، ويفقد القمر نوره ، ثُمّ يُجمعان ويُرمى بهما، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الشَّمْسُ والقَمَرُ مُكَوَّرانِ يَومَ القِيامَةِ)، أي أن الشمس والقمر بعد ذهاب نورهما ملفوفان على بعضهما مع ذهاب نورهما، ويُرمى بهما.

أهوال النجوم والكواكب

من اهوال يوم القيامة الأهوال التي تحدث للنجوم والكواكب حيث يتغير شكل النجوم بعد ذهاب نورها وتتساقط وهو ما يسمى بالطمس وأما الكواكب تصبح مظلمة وتنكدر وتتوقف عن الحركة والدوران، وقد ورد ذكر هذه الأحداث في قول الله تعالى :(وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ) أي أن الكواكب تغيّر شكلها بعد أن كانت متناسقة وتأثرت.

أهوال الأرض والجبال

  • تسير الجبال في يوم القيامة ، وتصبح كالهباء المنثور، وتتشقق الأرض، وبعد النفخة الأولى في الصور تُطوى الأرض وتُبدّل بأرضٍ غيرها، وكُل الجبال والمُرتفعات وغير ذلك لا تكون كالسابق حيث يصبح شكلها كالبساط قال الله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا).
  • الجبال تعمل على ثبات الأرض، ولكن بعد زوال الجبال التي تقوم بتثبيتها يحدث لها كُلّ هذا التغير مثل الزلزلة وغير ذلك، وتُصبح الأرض كالرمال بعد أن كانت صلبة وراسخة، قال سبحانه وتعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا).
  • من اهوال يوم القيامة أن الجبال تكون مثل الصوف المنفوش، ثُمّ تُنسف حتى تتحول إلى هباء منثور، ولا يبقى منها أثر، قال تعالى: (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا، فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا)، أي بلا ارتفاعٍ أو انخفاض.
Z

أهوال البحار

من الأهوال التي تحدث للبحار يوم القيامة أنها تسجر أي تصبح نار فالأرض تصبح يابسة وبلا ماء، قال الله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)، وقد ورد ذكر البحار بصيغة الجمع، للتأكيد والدلالة على كثرتها وعظمتها،وذهب ابن عباس إلى احتمال أن تكون النار في قاع البحار، فهي حالياً غير مسجورة، ويوم القيامة يسجّرها الله جل جلاله ويجعلها ناراً.

Z

ما أحداث يوم القيامة بالترتيب؟

بعد أن ذكرنا في السطور السابقة اهوال يوم القيامة سنتعرف على ترتيب أحداث القيامة كما اتفق على ترتيبها الفقهاء، ولكنّ الاختلاف بينهم بالحوض هل هو قبل الصراط أم بعده:

  • البعث
  • الشفاعة العظمى
  • العرض
  • الميزان
  • الصراط
  • الجنة

البعث

يقوم الناس عند البعث من قبورهم إلى المحشر، وينتظرون وهم قيام الحساب ثم يغشاهم الخوف، ويشتد عليهم العطش، وبعد الانتظار الطويل بمقدار خمسين ألف سنة يكون حوض الرسول عليه الصلاة والسلام موجوداً في أرض المحشر ليسقي منه الناس الذين كانوا على هديه وسُنّته، فيكون هذا أول أمان لأهل المحشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثم يُرْسِلُ اللهُ مَطَرا كأنه الطَّلُّ ، فيَنْبُتُ منه أجسادَ الناسِ ، ثم يُنْفَخُ فيه أخرى ، فإذا هم قِيامٌ ينظرون)

الشفاعة العُظمى

نتابع موضوع مقالتنا اهوال يوم القيامة :

يشفع النبي عليه الصلاة والسلام لجميع الخلائق حيث يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء ليعجّل للناس حسابهم ، ولا يجد النّاس من يشفع لهم سوى النبيّ محمد عليه السلام مع أنّهم قد توجّهوا إلى عدد من الأنبياء ليطلبوا منهم الدعاء، ولا يجيبهم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والدليل على ذلك ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبيّ عليه السلام قال أنّ الله تعالى يقول له: (يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ)، فتكون شفاعته العظمى.

العرض

يكون العرض بعرض أعمال الناس ، وخلال العرض يكون أول حساب وتطاير الصُحف، فمن الناس من يأخذ كتابه بيمينه وهم أهل الجنّة، قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)،ومنهم من يأخذ كتابه بشماله وهم أهل النار، قال الله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ)، ويقرأ كلّ عبد منهم كتابه، ويحاسب العباد بعد ذلك بياناً لصدق ما جاء في الكُتب من أعمال، واثباتا للحجة عليهم.

اقرأ أيضاً: دعاء للوالدين المتوفين

يوم القيامة

الميزان

توزن الأعمال التي في الصُحف، وبعدها ينقسم العباد إلى أزواج، ويذهب كُلّ انسان مع من عمله يشبه شكل عمله، ويُقام لواءٍ لكل نبي، حتى يدخل العباد تحت هذه الألوية حسب أعمالهم، ثم يحشر الجاحد مع الجاحد، والظالم مع الظالم، قال الله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ).

ويكون هناك ظلام قبل النار ليسير كُل عبد بما معه من نور حسب عمله، ويسير النّاس إلى أن يفصل بين المؤمنين والمنافقين بسور، قال سبحانه تعالى: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)،فيدخل المنافق مع غير المؤمن في النار.

الصراط

مازلنا نخوض في اهوال يوم القيامة :

يكون الصراط على النار، و النبي محمد عليه الصلاة والسلام يدعو له ولأمّته بالتسليم فيقول: (اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ)،ويمُر كُل عبد عليه حسب عمله، وينجو من يغفر الله له، ويسقط في النار من شاء له الله العذاب، وبعد الصراط يُجمع أهل الجنّة، ليُقتص لهم من بعض، ويُخرج الله سبحانه تعالى من قلوبهم الحقد والغل.

الجنّة

يدخل النبي محمد صلى الله عليه وسلم الجنة أوّلاً، ثُمّ يدخلها فقراء المهاجرين، ثُمّ فقراء الأنصار ، ثُمّ فقراء الأمة، وأمّا الأغنياء فيؤخر الله تعالى للحساب الذي بينهم وبين العباد، قال النبي عليه السلام: (أوَّلُ من يدخُلُ الجنَّةَ من خلقِ اللهِ : الفقراءُ المهاجرون الَّذين تُسَدُّ بهم الثُّغورُ ، وتُتَّقى بهم المكارهُ ، ويموتُ أحدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً).

وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في مقالتي اهوال يوم القيامة.

Advertisements