اضطراب الأكل القهري
عتبر اضطراب الأكل القهري أحد الاضطرابات النفسية في تناول الطعام، وقد تم تشخيص هذا الاضطراب مؤخراً ويكون المصاب به مندفعاً، ويتبع عادات مضرة وغير صحية في حياته مثل الأكل الزائد، ويحدث بسبب أنماط سلوكية وفكرية، ويسمى أيضاً متلازمة الشره القهري.
كيف يتصرف المصاب به ؟
أغلب الأحيان يسبب أعراض نفسية مثل القلق بأنواعه المتعددة والاكتئاب والتوتر والضغط النفسي، ويتميز المصاب باضطراب الأكل القهري بأنه يتناول الطعام دون ضوابط، و يكون وزنه زائدا لأنه يستهلك كميات كبيرة من الطعام بما يتجاوز شعوره بالشبع.
وبالرغم من أن الأعراض متشابهة عند المصاب بهذا الاضطراب مع مرض النهام العصابي، إلا أن الشخص المصاب باضطراب الأكل القهري لا يميل إلى التخلص من الطعام عن طريق أخذ أدوية مسهلة أو اللجوء إلى التقيؤ.
يلجأ الشخص المصاب باضطراب الأكل القهري إلى تناول الطعام ليتغلب على مشاعره السيئة، لأنه يجهل التصرف الصحيح في حالات التوتر والضغط النفسي وأكثر المرضى يشعرون بالذنب، لأنهم لا يستطيعون التوقف عن عادتهم السيئة وهذا يزيد توترهم وضغطهم النفسي.
ما أعراضه ؟
إن الشخص المصاب باضطراب الأكل القهري تظهر لديه أعراض كثيرة مثل :
- يتناول كميات كبيرة من الأكل هي بالنسبة للشخص العادي كميات استثنائية.
- الشعور الدائم بأنه غير قادر على التحكم بكمية الطعام ونوعيته.
- يأكل الطعام بسرعة.
- يستهلك كميات كبيرة من الطعام حتى وهو لا يشعر بالجوع.
- يأكل بمعزل عن الآخرين لأنه يشعر بالخجل.
- يرافقه الشعور بالقرف والتقزز والاكتئاب والشعور بالذنب بعد أن يأكل الكثير من الطعام.
- يتغير وزن المصاب باضطراب الأكل القهري دائماً.
- تخف عنده الرغبة الجنسية أو تنعدم تماماً.
- يعتمد الشخص المصاب حمية غذائية في فترات غير متباعدة.
ما هي أسبابه وعوامل الخطر؟
السبب الرئيسي ما زال مجهولاً حتى وقتنا الراهن، ولكنه ينتج عن عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية، مثل باقي اضطرابات الأكل الأخرى، والأن سنتطرق إلى هذه الأسباب والعوامل :
- أثبتت دراسة أن أغلب المصابين باضطراب الأكل القهري كانوا مصابين بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب، إذن يوجد علاقة بين المشاكل النفسية واضطراب الأكل القهري.
- إن اضطراب الأكل القهري يزداد عند الشعور بالغضب والملل والحزن والقلق، وهذا الشعور ذكره بعض المصابين بهذا الاضطراب.
- إن الشخص المصاب باضطراب نهم الطعام ينتمي إلى عائلة تميل للشراهة في تناول الطعام أو اهتمام كبير وزائد بالطعام، حيث أثبت الخبراء أن بعض المواد الكيميائية في الدماغ لها تأثير على تطور وتكون متلازمة الشره القهري، لذلك احتمال كبير أن يكون اضطراب الأكل القهري وراثي المنشأ.
اقرأ أيضاً: طب الأعشاب العربي والإسلامي
ما هي مضاعفاته ؟
تسبب العادات السيئة التي يتبعها الأشخاص المصابون باضطراب نهم الطعام أو اضطرابات الأكل الأخرى ظهور مشكلات صحية مختلفة ناتجة عن الوزن الزائد، مثل
أمراض القلب، ومرض السكري، وفرط ضغط الدم وضيق التنفس، والسرطان، و مشكلات في الدورة الشهرية، والتعب العام، وعدم القدرة على الحركة و اضطرابات في النوم، لذلك الشخص الذي يعاني من اضطراب الأكل القهري لا يستطيع القيام بأنشطته اليومية، ويهمل دراسته، وعمله، وأنشطته اليومية، حتى يتفرغ لعادات الأكل القهري لديه وهذا ما يعاني به كل الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب.
كيفية علاجه
يعتبر علاج هذا الاضطراب أمراً صعباً لأن المصاب به يخجل بخجل شديد، بسبب الاضطراب الذي يعاني منه ويسعى بكل طاقته أن يخفي مشكلته عن الآخرين.
يحتاج اضطراب الأكل القهري إلى وضع برنامج شامل لعلاج كل مريض حسب حالته، ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة المريض على التحكم بعاداته الغذائية قدر المستطاع، ويشمل العلاج عادة :
العلاج النفسي للمريض، والعلاج الجزائي، و الاستشارة الغذائية، والمعالجة، والدعم العائلي.
كيفية الوقاية منه
عندما يتم تشخيص حالة اضطراب نهم الطعام من المهم جدا البدء فوراً بالعلاج، بالرغم من أنه لا يمكن منع كل حالات الإصابة بهذا الاضطراب، بالإضافة أنه يجب تعلم وتشجيع عادات الأكل الصحية عن طريق اتباع نهج واقعي له علاقة بالغذاء، ليمنع حالات اضطراب الأكل القهري، وأيضاً الوقاية من كل حالات اضطرابات الأكل المختلفة.
يجب أن ننوه أن تشخيص هذا الاضطراب صعب جداً، لأن المريض يخجل من حالته، لذلك لا يمكن الكشف عن اضطراب الأكل القهري إلا إذا طلب المريض المساعدة لتخفيف وزنه. وآخيراً أتمنى أن أكون قد استطعت شرح اضطراب الأكل القهري بشكل بسيط وسهل.