الجدار الجليدي

الجدار الجليدي: لماذا لا يجب علينا معرفة ما يجري هناك؟

يمثل الجدار الجليدي واحد من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة وغموضًا على سطح الأرض. يعكس هذا الجسم الجليدي الضخم تاريخ الأرض وتأثيراتها المذهلة. يتجسد الجدار الجليدي في أنتاركتيكا وغرينلاند كمجسم طبيعي عملاق يتحدى الزمن ويشكل تأثيرات بيئية وجيولوجية لا يمكن إنكارها. في هذا المقال، تعرف على مجموعة من الأسرار المثيرة والمخاطر المخفية، وماذا يوجد خلفه؟

ما هو الجدار الجليدي؟

الجدار الجليدي (بالانجليزي: ice wall) هو تكوين ضخم من الجليد يتكون من تراكم الثلوج على مدى فترات زمنية طويلة جدًا، تتراوح من آلاف إلى ملايين السنين. تتحول هذه التراكمات تدريجيًا إلى جليد تحت تأثير الضغط الهائل ودرجات الحرارة المنخفضة. إنه يتسم بامتداده الواسع وارتفاعه الكبير، وقد يغطي مساحات شاسعة تصل إلى مئات الكيلومترات.

تتكون الجدران الجليدية من طبقات متراكمة من الجليد، والتي تكون نتيجة تراكم الثلوج المتكررة عبر الزمن. تحت الضغط الناتج عن وزن الطبقات العلوية، تتحول الثلوج السطحية تدريجيًا إلى جليد بلوري أكثر كثافة وصلابة. يتضمن هذا التحول عملية إعادة ترتيب البلورات الثلجية وتقليل الفراغات الهوائية بينهما.

تلعب الجدران الجليدية دورًا مهمًا في النظام البيئي العالمي، فهي تعمل كعوازل حرارية تعكس جزءًا كبيرًا من أشعة الشمس، مما يساهم في تبريد سطح الأرض والحفاظ على مناخ بارد. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الجدران الجليدية مخزنًا ضخمًا للمياه العذبة، والتي تؤثر على مستويات البحار والمحيطات عند ذوبانها.

موقع الجدار الجليدي

موقع الجدار الجليدي

الجدار الجليدي اين يقع؟ توجد الجدران الجليدية في المناطق ذات درجات الحرارة المنخفضة جدًا، والتي تسمح بتراكم الثلوج وتحولها إلى جليد على مدى فترات زمنية طويلة. تتوزع هذه الجدران بشكل رئيسي في القطبين وبعض المناطق الجبلية المرتفعة. فيما يلي أشهر 6 مواقع للجدران الجليدية الرئيسية حول العالم:

1. القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)

تحتوي أنتاركتيكا على أكبر جدار جليدي في العالم، حيث تغطي الجدران الجليدية حوالي 98% من مساحة القارة. يتميز الجدار الجليدي أنتاركتيكا في هذه المنطقة بسماكته الكبيرة والتي تصل في بعض الأماكن إلى 4.8 كيلومترات. إنه يعد أكبر مخزن للمياه العذبة في العالم، حيث يحتوي على حوالي 60% من المياه العذبة على الأرض.

2. غرينلاند

تحتوي غرينلاند على ثاني أكبر جدار جليدي في العالم بعد أنتاركتيكا. يغطي الجدار الجليدي في غرينلاند حوالي 80% من مساحة الجزيرة. يمتد الجدار الجليدي على مساحة تقدر بـ1.7 مليون كيلومتر مربع، ويصل سمكه في بعض المناطق إلى حوالي 3 كيلومترات. يلعب ذوبان الجليد في غرينلاند دورًا مهمًا في رفع مستويات سطح البحر.

3. جبال الهيمالايا

تحتوي جبال الهيمالايا على العديد من الجدران الجليدية الأصغر حجمًا مقارنة بأنتاركتيكا وغرينلاند. تغطي هذه الجدران قمم الجبال العالية مثل قمة إيفرست وقمة كانغشينجونغا. يساهم الجليد في الهيمالايا في تغذية الأنهار الكبرى في آسيا، مثل نهر الغانج ونهر يانغتسي.

4. جبال الألب

في أوروبا، تحتوي جبال الألب على العديد من الجدران الجليدية التي تغطي القمم العالية مثل مونت بلانك. على الرغم من صغر حجمها نسبيًا، إلا أن الجدران الجليدية في الألب تلعب دورًا مهمًا في تغذية الأنهار والمناطق المحيطة بها.

5. جبال الأنديز

تحتوي جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية أيضًا على جدران جليدية مهمة، خاصة في الأجزاء الجنوبية من السلسلة الجبلية مثل باتاغونيا. 

6. مناطق أخرى

هناك جدران جليدية أخرى في مناطق، مثل جبال روكي في أمريكا الشمالية، جبال القوقاز في أوروبا وآسيا، وسلسلة جبال البرانس بين فرنسا وإسبانيا. تكون هذه الجدران تكون أصغر حجمًا وأقل سماكة مقارنة بالجدران القطبية.

شكل الجدار الجليدي

تتصف الجدران الجليدية بخصائص فيزيائية مميزة تجعلها ظاهرة جيولوجية وجغرافية فريدة. إليك تفصيل لشكل الجدران الجليدية وخصائصها:

1. السمك والارتفاع

يتميز الجدار الجليدي المحيط بالارض بسمك وارتفاع كبيرين. في أنتاركتيكا، يصل سمك الجدار الجليدي إلى حوالي 4.8 كيلومترات، بينما في غرينلاند يصل إلى حوالي 3 كيلومترات. إن هذا السمك الكبير يجعل الجدران الجليدية كتلاً ضخمة تمتد عمودياً من سطح الأرض إلى ارتفاعات شاهقة.

2. الامتداد الأفقي

يمتد الجدار الجليدي الذي يحيط بالأرض أفقيًا عبر مساحات شاسعة. يغطي الجدار الجليدي في أنتاركتيكا حوالي 14 مليون كيلومتر مربع، بينما يغطي الجدار الجليدي في غرينلاند حوالي 1.7 مليون كيلومتر مربع. إن هذه الامتدادات الكبيرة الجدران الجليدية تبدو كصفائح جليدية ضخمة تغطي مساحات واسعة من الأرض.

3. التشققات والشقوق

تتكون تشققات وشقوق في الجدران الجليدية نتيجة لحركة الجليد والضغوط الداخلية. قد تكون هذه التشققات ضحلة أو عميقة جداً، وقد تمتد لعدة كيلومترات. تظهر الشقوق التوترات الداخلية في الجليد، وتساهم في توجيه حركة الأنهار الجليدية.

4. الألوان والشفافية

يتراوح لون الجدار الجليدي في القطب الجنوبي بين الأبيض النقي والأزرق الفاتح. ينتج اللون الأزرق عن الامتصاص الطفيف للضوء الأحمر من قبل الجليد، مما يجعل الجليد السميك يظهر باللون الأزرق. تختلف الشفافية بين الطبقات السطحية، التي قد تحتوي على فقاعات هواء وتكون أكثر عتمة، والطبقات العميقة التي تكون أكثر نقاءً وشفافية.

اطلع على: معلومات عن الفضاء

ماذا يوجد خلف الجدار الجليدي؟

ماذا يوجد خلف الجدار الجليدي؟

يوجد وراء الجدار الجليدي القطب الجنوبي مجموعة متنوعة من المناظر والظواهر الطبيعية والبيئية، وذلك يعتمد على موقع الجدار الجليدي وسماكته وبيئته المحيطة. إليك بعض الأمور التي قد توجد وراء الجدار الجليدي:

  1. قد تحتوي المناطق الواقعة وراء الجدار الجليدى على بيئات مختلفة مثل جبال ووديان وبحيرات ونهر وحقول جليدية وأحياناً بحار مجمدة.
  2. تكون هذه المناطق موطنًا للحياة البرية المتنوعة، مثل الحيوانات القطبية، مثل الدببة القطبية والبطاريق والحيتان والطيور البحرية العديدة.
  3. توجد بحيرات صغيرة وأنهار تتشكل من ذوبان الثلوج والجليد خلف الجدار الجليدي، وتوفر مواطن للحياة النباتية والحيوانية.
  4. قد تحتوي المناطق وراء الجدار الجليدي على محطات بحثية وقواعد علمية تستخدمها البلدان لدراسة المناخ والبيئة والحياة البرية في القطب، وهذا يفسر وجود حراس الجدار الجليدي.
  5. قد توجد آثار جيولوجية مثيرة للاهتمام وراء الجدار الجليدى، مثل الجبال والأنهار المجمدة والتضاريس الفريدة.

اطلع على: أجمل فنادق العالم

لماذا لا يجب علينا معرفة ماذا يوجد في أنتاركتيكا؟

فيما يلي عدة أسباب لمنع الأشخاص من السفر إلى القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) ومعرفة ما يجري هناك:

  1. القطب الجنوبي هو بيئة هشة وحساسة، وتأثير البشر قد يكون مدمرًا عليها، لهذا تفرض الحكومات قيود لحماية البيئة الطبيعية والحفاظ عليها من التلوث والتدمير.
  2. يتطلب السفر إلى القطب الجنوبي تجهيزات وتدريبات خاصة بسبب الظروف القاسية والمخاطر المحتملة مثل الطقس الشديد والأماكن النائية. قد تكون الرحلات إلى القطب الجنوبي محفوفة بالمخاطر، وتقييد الدخول يهدف إلى حماية الأشخاص من الخطر.
  3. يشكل وجود الأشخاص في المناطق النائية مشكلة للأمن القومي، خاصةً إذا كانت هناك محطات بحثية أو قواعد عسكرية في المنطقة.
  4. هناك اتفاقيات دولية تنظم النشاط البشري في المناطق القطبية، مثل اتفاقية أنتاركتيكا. تهدف هذه الاتفاقيات إلى حماية البيئة وتنظيم النشاط البشري للحفاظ على القطب الجنوبي كمورد دولي مشترك.

اطلع على: السياحة في سويسرا

الجدار الجليدي في القرآن

الجدار الجليدي في القرآن

في القرآن الكريم، لا توجد إشارات مباشرة إلى “الجدار الجليدي” كما نفهمه اليوم من الناحية العلمية والجغرافية. ومع ذلك، نجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشير إلى العجائب الطبيعية والقدرة الإلهية في خلق الأرض والسماء وما بينهما، مما يشمل الظواهر الطبيعية الفريدة مثل الجبال، والبحار، والجليد.

من المهم أن نفهم أن القرآن يستخدم لغة رمزية ومجازية أحيانًا لتوصيل مفاهيم تتعلق بقدرة الله وعظمته في خلق الكون، بما في ذلك التكوينات الطبيعية المختلفة. يمكن اعتبار الجدران الجليدية واحدة من هذه العجائب الطبيعية التي تظهر قوة الخالق ودقة تصميمه.

إحدى الآيات التي تتحدث عن مظاهر الطبيعة وعظمتها هي:

“أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ” (سورة النور: 43).

في هذه الآية، يُشبه الله تعالى تكوين السحب وإنزال المطر والبرد (الجليد) من السماء بخلق الجبال، مما يبرز قدرة الله في تكوين الظواهر الطبيعية المختلفة.

اطلع على: السياحة في شامونيه

الجدار الجليدي صراع العروش

يمثل الجدار الجليدى في مسلسل “صراع العروش” عنصرًا أساسيًا من عالم الخيال الذي يقام عليه السلسلة. يعتبر هذا الجدار حاجزًا فاصلًا بين الممالك السبع والمناطق الشمالية، ويحيط بمنطقة تعتبر خطرة بسبب تواجد كائنات سحرية ووحوش خطيرة. 

بني الجدار لحماية الممالك السبع من التهديدات القادمة من الشمال، ويُحرس بشراسة من قبل الأخوة المحلفين من الحرس الليلي. يتخلل الجدار الجليدى العديد من الأساطير والتعاويذ التي تجعله أكثر من مجرد هيكل جليدي عادي، بل يمتلك قوى سحرية تضمن حمايته من الأعداء.

اطلع على: أروع مَعالِم الجذب السياحي

أسئلة شائعة حول الجدار الجليدي

  1. هل الجدار الجليدي حقيقي؟

    الجدار الجليدي هو ظاهرة حقيقية وموجودة في العديد من المناطق حول العالم، خاصة في المناطق القطبية والجبلية العالية.

  2. شخص اكتشف ما وراء الجدار الجليدي؟

    اكتشف العديد من الباحثين والمستكشفين المناطق وراء الجدار الجليدي، بما في ذلك علماء الجيولوجيا والبيئة والمستكشفين القطبيين، مثل روبرت فالكون سكوت وروال أموندسن.

  3. حقيقة ما وراء القطب الجنوبي؟

    وراء القطب الجنوبي، توجد بيئات طبيعية متنوعة، بما في ذلك جبال وبحيرات وأنهار وحياة برية غنية، إضافة إلى قواعد بحثية ومحطات علمية.

  4. هل هناك حياة خلف الجدار الجليدي؟

    نعم، هناك حياة برية خلف الجدار الجليدي، بما في ذلك حيوانات مثل الدببة القطبية والبطاريق والطيور البحرية.

  5. لماذا لا يسمح بالطيران فوق القطب الجنوبي؟

    يعود تقييد الطيران فوق القطب الجنوبي إلى قوانين حماية البيئة والأمن القومي، ولتجنب تلوث البيئة القطبية الحساسة والحفاظ على السلامة والأمن في المنطقة.

  6. لماذا لا يذوب القطب الجنوبي؟

    يعود عدم ذوبان القطب الجنوبي إلى انخفاض درجات الحرارة المتطرفة والبرودة الشديدة في المنطقة، بالإضافة إلى الانعكاس الكبير لأشعة الشمس بفعل الثلوج والجليد المتراكم.

في الختام، يظل الجدار الجليدي مثيرًا للإعجاب ومحل بحث مستمر للعلماء والمستكشفين. إنه يرمز إلى عظمة الطبيعة وتأثيراتها العميقة على كوكبنا. لذا، يجب علينا الحفاظ عليه ودراسته بعناية لفهمه وتقديره بشكل أكبر وللحفاظ على توازن النظام البيئي العالمي.

Advertisements

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *