من سنن الوضوء

من سنن الوضوء

من سنن الوضوء هو موضوع مقالتنا اليوم في مدونة علم،  حيث سنتعرف على الطريقة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بها، فتابع معنا عزيزي القارئ الفقرات القادمة لتتعرف على هذه السنة النبوية الشريفة .

مقدمة في تعريف سنن الوضوء

جاء في تعريف السنة في اصطلاح علماء أصول الفقه هي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم، من قول، أو فعل، أو تقرير، مما يصلح أن يكون دليلاً لحكم شرعي.

وأما القول فهو أحاديثه صلى الله عليه وسلم التي قالها في مختلف الأغراض والمناسبات، فترتب على ذلك حكم شرعي.

أو ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتم الاستدلال عليه بالكيفية كما في قوله صلى الله عليه وسلم  فيما رواه البخاري في الصحيح من حديث مالك بن الحويرث أن النبي ﷺ قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي “

وهنا في مقالتنا هذه  سنذكر ما جاء من سنن الوضوء وفرائضه التي كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ماذا يقصد بسنن الوضوء؟

سنن الوضوء أو أركان الوضوء  كما ذكرنا سابقا هي ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والوضوء هو التطهر لأداء فريضة عظمى ألا وهي الصلاة ، فهي أول ما يسأل المرء عنه يوم القيامة لقول النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ، وإنِ انْتقَصَ من [فَرِيضَتِهِ] قال الربُّ : انظُرُوا هل لعبدِي من تَطُوُّعٍ ؟ فيُكْمِلُ بِها ما انْتقَصَ من الفريضةِ ، ثمَّ يكونُ سائِرُ عمَلِهِ على ذلِكَ).

وهذا يعني أن  الوضوء في مفهومه تهيئة العبد للقاء وجه الله سبحانه وتعالى، لهذا يجب عليه أن يكون على طهارة وأن يتحضر نفسيا للقاء رب الأرباب وخالق الأكوان سبحانه وتعالى.

وما سنن الوضوء إلا أفعال تحضيرية فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون الوضوء على الوجه المطلوب. وكذلك علينا أن نتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بها قدوة لنا ونتبع أفعاله في سنته النبوية وعندما نستذكر شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفعاله  تطيب النفس بذكره وتتهيأ  للدخول في عبادة الصلاة لتكون على الوجه الأمثل.

image 1

ما هي سنن وفرائض الوضوء؟

تعرفنا في السطور السابقة على تعريف سنن الوضوء والآن سنتعرف على فرائض الوضوء وأركانه :

  • استعمال السواك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي؛ لَأمَرتُهم بالسِّواكِ مع الوُضوءِ).
  • البسملة : لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (طلبَ بعضُ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وضوءا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: هل معَ أحدٍ منْكم ماءٌ؟ فوَضعَ يدَهُ في الماءِ، ويقولُ: توضَّؤوا باسمِ اللَّهِ).
  • غسل الكفّين ثلاثا: لما ورد عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه ، حيث قال في وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَتَوَضَّأَ لهمْ وُضُوءَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأكْفَأَ علَى يَدِهِ مِنَ التَّوْرِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا).
  • المضمضة والاستنشاق: لما ورد عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنّه قال في وصف وضوء رسول الله: (فَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ واسْتَنْثَرَ، ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ)، ويكون والاستنشاق باليد اليمنى والاستنثار باليسرى.
  • تخليل الأصابع: لما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: (إذا توضَّأتَ، فخلِّلْ أصابعَ يديكَ ورجليكَ) ، كما ورد عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال: (رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ توضَّأَ، فخلَّلَ أصابعَ رجليهِ بخنصرِهِ).
  • مسح جميع الرأس: لما ورد عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنّه قال في وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بيَدَيْهِ، فأقْبَلَ بهِما وأَدْبَرَ، بَدَأَ بمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حتَّى ذَهَبَ بهِما إلى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُما إلى المَكَانِ الذي بَدَأَ منه).
  • دلك أعضاء الوضوء: لما ورد عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنّه قال في وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ توضَّأَ، فجعَلَ يَقولُ: هكذا يَدلُكُ).
  • إطالة الغرة والتحجيل: وهوأنْ يغسل ما فوق المرفقين في اليدي، وهو ما يُدعى بالتحجيل، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ).
الوضوء
  • عدم الإسراف في الماء: لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَغْسِلُ، أوْ كانَ يَغْتَسِلُ، بالصَّاعِ إلى خَمْسَةِ أمْدَادٍ، ويَتَوَضَّأُ بالمُدِّ).
  • مسح الأُذنين : وهو من سنن الوضوء  لما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنّه قال: (أنَّ النبيَّ مسح برأسِهِ وأذنيهِ ظاهرهِمَا وباطنهِمَا) حيث يكون مسح ظاهر الأذنين بالإبهامَين وباطنهما بالسبّابتَين، لِما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مسحَ برأسِه وأُذُنيهِ باطنَهما بالسَّبَّابتينِ وظاهرَهما بإبهامَيهِ)، كما يُسنّ أن يكون الماء المستعمل في مسحهما غير الماء المستخدم في مسح  الرأس لِما ورد عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: (أنه رأى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتوضّأ، فأخذَ لأُذنيهِ ماءٌ خلاف الماءِ الذي أخذَ لرأسهِ).
  • تخليل اللحية الكثيفة: لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان إذا توضَّأَ أخذَ كفا منْ ماءٍ فأدخلَهُ تحتَ حنَكِهِ، فخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ، وقال: هكَذَا أمَرَنِي ربِّي).
  • التثليث في فرائض الوضوء وسننه: لما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: (ألا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا).
  • التيامن: يُسنّ لمَن أراد الوضوء تقديم غسل اليد والرجل اليمنى على اليسرى لِقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا توضأتُم فابدؤوا بميامنِكم).
  • التشهد والدعاء عند الفراغ من الوضوء: لما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (مَنْ توضَّأَ فأحْسَنَ الوضوءَ، ثُمَّ قال: أشهَدُ أن لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شريكَ لَهُ، وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ اجعلْنِي مِنَ التوَّابينَ، واجعلْنِي منَ المتطهِّرينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ، يدخلُ مِنْ أيِّهَا شاءَ).

اقرأ أيضاً: الدعاء

image

وختاما نقول أن الغاية من سنن الوضوء هو الإتيان بالوضوء من أجل التحضّر للصلاة على الوجه الأمثل التي تتطلبه الصلاة ، تلك الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه بالإقبال عليه ، لذا فلا بد أن تتحضر النفس للدخول في هذه العبادة و تحقيق الغاية منها وهي القرب من الحضرة الإلهية.

أتمنى عزيز القارئ أن تكون قد استفدت من مقالتي هذه من سنن الوضوء.

Advertisements