سليمان عليه السلام

سليمان عليه السلام

هل تعرف قصة نبي الله سليمان عليه السلام؟

هو ابن نبي الله داود منحه الله العلم والحكمة ووهبه ملكا عظيما قال الله تعالى في كتابه العزيز :{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}، قال مجاهد: {ملك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان: فسليمان بن داود، وذو القرنين، وأما الكافران: فالنمرود بن كنعان وبختنصر} .

وقد مدحه الله تعالى بأنه كان يسارع إلى التوبة والرجوع إلى الله فقال :{ووَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.

ما قصة سليمان عليه السلام؟

قصة حكم داود وسليمان في الحرث

أنعم الله تعالى على نبيه سُليمان عليه السّلام بالذّكاء، وسرعة البديهة والفطنة وقد أيّده الله عز وجل بالحكم الصّحيح، والقضاء بين النّاس، وعندما نفشت غنم الرّاعي في الحرث حكم سليمان عليه السلام في الأمر كما حكم فيه أبوه داود، وكان حكمه حكما صحيحا قال تعالى: {وَداوودَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ، فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلما وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ}. حيث كان هناك رجلين قدما إلى داود عليه السلام أحدهما صاحب حرث، والرجل الآخر كان صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: “إنّ هذا له أغنام قد فلتت في أرضي فأفسدت ما فيها”، فحكم له داود عليه السلام بغنم صاحبه.

خرج الرجلان من عند نبي الله داود عليه السلام ثم قاما بالتوجه إلى سليمان عليه السلام، وكان عمره حينئذٍ إحدى عشر سنة، وبعد أن علم بالقصّة قال: “لو كان الحكم لي لحكمت بغير ذلك”، وكان حكم سليمان أن يأخذ صاحب الأرض الأغنام فينتفع بها ويبذر بها أرضه حتى تعود الأرض مثلما كانت، ثم يقوم بإعادة الأغنام إلى صاحبها، فقضى النبي داود بقضاء ابنه سليمان كون هذا الحكم لا يضرّ بأحد من أطراف الخلاف.

قصة تولي سليمان عليه السلام الملك

حكم سليمان عليه السّلام بني إسرائيل بعد وفاة داود عليه السّلام وكان له من العمر حين تولّى الحكم ثلاثة عشر عاماً، ولقد منحه الله تعالىالملك والنبوّة معاً، وقد دعا الله عز وجل أن يُؤتيه ملكاً لا يؤتيه لأحدٍ من بعده، فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء النبي سليمان وسخّر له الإنس والجنّ وكذلك سخر له الطّير والشّياطين والرّيح، فكان إذا توجه من بيته إلى مجلسه أقبل إليه الطّير، وقام الإنس والجن حتى يجلس.

وقد ورث سليمان من أبيه داود عليهما السّلام العلم والملك قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} ،وكانت هذه الورثة للنبي سليمان دوناً عن باقي إخوته، وقد قال فيهم قتادة والكلبي أنّ أبناء النبي داود تسعة عشر ولداً، ويدل تخصيص سليمان بالورثة على أنّها ليست ورثة المال، وقد أنعم الله تعالى على سليمان بزيادة على ما ورثه من والده.

قصة سيدنا سليمان مع الهدهد وبلقيس

جعل الله تعالى سليمان عليه السلام يفهم لغة الطير وهي من النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليه فالطيور من المخلوقات التي سخرها الله عز وجل للنبي سليمان حيث أنه كان يستخدمها في عمليات التحري والبحث عن الماء والإتيان بأخبار الشعوب الآخرة ومن هذه الطيور الهدهد الذي اختفى فجأة، فتوعده النبي سليمان بالعذاب أو القتل إذا لم يبرر غيابه.

غاب طير الهدهد فترة من الزمن، وعندما عاد سأله سليمان عليه السلام عن سبب اختفائه فأخبره الهدهد أنّه رأى أهل سبأ وملكتهم بلقيس التي تملك الحكم والملك العظيم يسجدون ويعبدون الشمس ، وأنّهم يظنون أنّ ذلك الفعل صحيح، فلمّا سمع النبي سليمان بذلك أراد أن يتأكد من الخبر ليعود عن قراره في عذاب الهدهد، فكتب كتاباً يأمر فيه الملكة بلقيس وقومها بعبادة الله وحده، وأعطاه للهدهد وأمره أن يرميه عليهم ويُراقب ما يفعلون بهذا الكتاب.

image 1

وجد الهدهد نافذة في قصر بلقيس كانت قد فتحتها لتدخل منها الشّمس وبالتالي تستطيع أن تعبدها، وألقى فيها الكتاب، فلمّا رأته الملكة بلقيس جمعت القوم واستشارتهم في أمر هذا الكتاب، فقالوا لها أنّهم قوم ذو قوّة وبأس شديد، وتركوا القرار لها، فكان اقتراحها أن تُرسل لسليمان هدية لتليّن الأمر وبذلك تجتنب الحرب، فلمّا وصلت الهدية سليمان هددها أنه سيقوم بإرسال جيوشه إليها، فقرّرت أن تخضع لأمره وتذهب إليه.

علم سليمان عليه السّلام بأمر بلقيس فقام بجمع حاشيته، وطلب منهم أن يحضروا عرش بلقيس إليه، فأخبره عفريت من الجن أنّه يستطيع أن يأتي بعرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه، واقترح عالم من علماء قومه أنّ يحضر عرش بلقيس قبل أن يرتدّ إليه طرفه، فشكر سليمان ربه وأحضر العرش، وأمر حاشيته أن يُغيّروا فيه قليلاً، فلمّا جاءت بلقيس ورأته قالت: {كَأَنَّهُ هُوَ}، كما اندهشت من قصر سليمان حيث أنها اعتقدت أن أرض القصر نهرا، فعندما أرادت أن تدخله كشفت عن ساقيها، ولمّا شاهدت هذه المعجزات أعلنت خضوعها لله وحده، وقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

س (1).jpg

قصة سيدنا سليمان مع النملة

شاهدت النّملة جيش سليمان فخافت على بقيّة النّمل من أن يدوسها الجيش، فصاحت تنبّه النّمل ليختبئ في البيوت فسمع سليمان عليه السلام ما تقوله النّملة، فتبسّم ضاحكاً، حيث قالت النّملة للنمل أنّ سليمان وجنوده لا يمكن لهم أن يتعمدوا الإيذاء و أنّهم لن يشعروا عندما يدهسونهم.

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

شكر النبي سليمان الله على ما أنعم به عليه وعلى والديه، قال تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصالحين}.

اقرأ أيضاً: عدد مراتب الدين
س.jpg

وفاة سليمان عليه السلام

قضى الله عز وجل بموت النبي سليمان ، وكان يتكيء على مِنسأته أي عصاه ، قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} وهذا يعني أن النبي سليمان توفي وهو واقف يتكيء على عصاه وعندما أكلت دودة الأرض العصا سقط النبي سليمان على الأرض، وعندئذ علم النّاس بموته.

وكان ذلك بعد سنة من وقوف النبي سليمان على العصا ، و موته بهذه الطّريقة أظهر كذب الجنّ الذين كانوا يدّعون أنهم يعلمون الغيب، حيث أن الجنّ لم تعلم بموت سليمان عليه السّلام إلّا بعد أن سقط على الأرض،وقد كانوا منشغلين في هذه الفترة ببناء بيت المقدس.

وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في مقالتي سليمان عليه السلام، أتمنى لك عزيزي القارئ الصحة والسعادة.

Advertisements