تفسير سوره الفلق

تفسير سوره الفلق

تفسير سوره الفلق هو الموضوع الذي سنتطرق إليه في مقالتنا اليوم من مدونة علم حيث سنتعرف على بيان هذه السورة العظيمة.

سُورةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ خَمْسُ أيات تعلم المسلم أن يعتصم بالله تعالى من شر مخلوقاته التي فيها شر، ويطلب منه العون على شر الحاسد والحسد.

ما هو تفسير سوره الفلق؟

تفسير سوره الفلق، الآية الأولى

قال سبحانه وتعالى في الآية الأولى من سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ).

والتفسير: أي قل ألتجئ وأحتمي برب الفلق.

أعوذ :الاستعاذة بالله هي نوع من الدعاء.

الرّب :هو الخالق و المالك، أو السّيد الذي يأمر فيطاع.

الفلق : فصل الأشياء عن بعضها، وفَطر وفلق وخلق كلّ هذه الكلمات لها معنى واحد.

والخلق هو إيجاد الشيء من العدم، والفالق بمعنى الخالق والفاطر، قال الله تعالى: ( فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا).

الفلق يعني جميع مخلوقات الله تعالى، وكل ما انفلق عنها ونتج منها، وربّ الفلق هو ربّ العالمين.

  • تفسير سوره الفلق، الآية الثانية

الغاية في الآية الثانية قال الله تعالى { شر ما خلق} من سورة الفلق الاستعاذة بالله من شر كل مخلوق في نيته الشر وليس المقصود هنا الاستعاذة من شر كل المخلوقات بل من شر المخلوق الذي فيه شر ويدل على هذا التفسير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها)، وتشمل هذه الآية الكريمة الاستعاذة من شر ظلمة الليل وشر حسد الناس الحاسدين حيث أن الله عز وجل أراد أن يخصّ بالذكر هذين النوعين من الشرور وذلك لخفائهما، فهما يأتيان المسلم فجأة دون أن يعلم، حيث أن عطف الخاص على العام يزيد الاعتناء بالخاص المذكور.

  • تفسير سوره الفلق، الآية الثالثة

الغسق في هذه الآية هو ظلمة الليل قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، ومنه قوله: (أقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ)، و قوله: وقب بمعنى دخل، وقد أشار النبي صلّى الله عليه وسلّم مرّةً إلى القمر، ومعه السيدة عائشة فقال لها: (استعيذي باللهِ من شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسقُ إذا وقبَ)، حيث يدل ظهور القمر على دخول الليل،والاستعاذة تكون من كل شر يكون في الليل حين يغشى الناس مثل الحيوانات المؤذية والأرواح الشريرة.

اقرأ أيضاً: اسم الرسول كامل

2Q==
  • تفسير سوره الفلق، الآية الرابعة

قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، النّفث يكون أكثر من النفخ، وأقلّ من التّفل الذي يكون مع شيءٍ من الريق، أمّا النفث فلا يكون مع الريق ، وعندما يكون في بعض الأحيان مع القليل من الريق يكون مختلفاً عن النفخ، والنفث يصدر من الأنفس الخيرة ومن الأنفس الشريرة.

وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها مثالا عن الأنفس الخيرة : (أنّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا اشتكى، نَفَثَ على نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ، ومسحَ عنهُ بيَدِهِ).

ومثال النفث من الأنفس الخبيثة أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يتعوذ من شرّ وهمز ونفخ ونفث الشيطان.

إذن النفاثات الواردة في هذه الآية الكريمة يُراد بها نفث الأرواح الخبيثة من الجنّ والإنس وليس نفث السواحر فقط .

تفسير سوره الفلق 1
  • تفسير سوره الفلق، الآية الخامسة

والأن وصلنا عزيزي القارئ إلى الآية الخامسة والأخيرة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، والحاسد هو الشخص الذي يتمنى زوال النعمة عن الآخرين ويسعى أن يزيل هذه النعمة، والانسان بحاجة للاستعاذة بالله من شر الحاسد وذلك لابطال كيده، وهو طبع في الإنسان لأنّ الشخص يحبّ أن يترفّع عن جنسه، وهو حرام.

والغِبطة هي تمنّي النعمة دون أن تزول عن الآخرين

وحكم الغبطة الإباحة في أمور الدنيا، وهي مستحبة في أمور العبادات والطاعات، وفيها قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسد إلا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاه اللهُ مالاً، فسلَّطَه على هَلَكَتِه في الحقِّ، وآخرُ آتاه اللهُ حكمةً، فهو يَقضي بها ويُعلِّمُها).

كما أن كلمة حاسد وردت نكرة في الآية الكريمة لأنّ ليس كلّ حاسد يسبب الضرر، فإذا لم يظهر حسده ويؤذي الآخرين بسببه ، لم يكن حسده ذلك ضاراً للإنسان، بل ينحصر آثر الحسد وضرره على نفس الحاسد فقط بما يصيبه من الهمّ بسبب عدم امتلاكه للنعمة التي يحسد الآخرين عليها، والضرر يكون فقد إذا أظهر حسده وعمل به.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن ننوه أن من يخفي الحسد هو العاين ، وهنا قد يكون للحاسد إثر سلبي كبير يصيب من خلاله الآخرين بالعين، ففي حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العينُ حقٌّ).

9k=

وفي نهاية مقالتي تفسير سورة الفلق اتمنى لك عزيزي القارئ الصحة والسعادة.

Advertisements