أخلاق النبي في بيته

أخلاق النبي في بيته وحسن معاملته لأهله

أخلاق النبي في بيته: كم يطيبُ الكلام بذكره ويهفو القلب عندما يسمعْ ذكره إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف لا يحلو الكلام عمن أحبه الله واصطفاه وأكرمه واجتباه وجعله لنا نوراً نهتدي به خاصة في عصرنا الذي ما تزال معدلات  الطلاق ترتفع فيه باستمرار عدا عن حوادث  العنف الأسري و النزاعات الزوجية.

قال النبي صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”. لقد مثْل لنا النبي صورة المعاشرة مع أهله في أجمل حللها فقد حبا الله النبي الكريم بأكمل الأخلاق وأنبل الصفات فكان النبي لزوجاته الزوج الحبيب والموجه الناصح والجليس المؤانس. أخلاق النبي في بيته أخلاق النبي في بيته أخلاق النبي في بيته

مشاهد من بيت النبي

أخلاق النبي في بيته
معاملة النبي لأزواجه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بمازحة نساءه في السراء، ويعمل على مواساتهن في الضراء، كان يستمع إلى شكواهن، ويكفكف دموعهن، لا يؤذي مشاعرهن بلسانه ، يتحمل منهن الأذى وسلاطة القول، وما ضرب بيده امرأة قط، لا يتصيد الأخطاء، ولا يتتبع العثرات، ولا يضخم الزلات ولا يديم العتاب، يتحمل الهفوات ، ويتغاضى عن الكبوات ولما لا فهو القائل”لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر”.

من بيت رسول الله الطاهر الذي ملئ إيمانًا وحكمة،  تطل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لتجيب على أسئلة الناس لها  ماذا كان يصنع رسول الله في بيته عندك، فأجابت رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألين الناس وأكرم الناس، كان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكًا بسامًا، كان يكون في مهنة أهله يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويخدم نفسه، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة”.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم  يقود الأمة، ويحمل همَّ الدعوة ويعمل على إصلاح المجتمع ، ومع هذا كله لم يمنعه ذلك الضحكَ والمُزاح مع أهل بيته.

كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على تعليم أهل بيته العلم النافع وكان أيضاً يدعوهم  إلى العمل الصالح امتثالاً لقوله تعالى (وأمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)

 كانت عائشة رضي الله عنها أعلم نساء هذه الأمة  فقد كانت تسأله كثيراً عما يصعب عليها لا يتضجر ولا يتذمر.

لنتأمل كلام  السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان في مهنة أهله) أي  كان النبي صلى الله عليه وسلم يخدم نفسه، ويخيط ثوبه، ويكنس بيته، ويساعد أهله في ترتيب البيت وتنظيفه. 

وكان عظيم الحلم والصبر مع أهله لا سيما فيما يتعلق بأمر الغيرة بين نسائه يعذرهن ويغض الطرف في ذلك عنهن. كان النبي صلى الله عليه وسلم عادلاً مع زوجاته  حيث كان يعدل بين زوجاته في المبيت، والنفقة، وحُسن العشرة وقد جعل لكلّ واحدةٍ مِنهنّ حُجرة خاصّة بها، وكان  يبيت عند كلّ واحدة منهنّ ليلة، ويُوزّع ما يكون معه بينهنّ بالتساوي، وفي حال سفره يُقرع بينهنّ قُرعة، فتسافر معه التي يخرج اسمها فيها، ولكن في حجّة الوداع، قام بأخذهنّ كلهنّ، وبقي الرسول الكريم  على هذا العدل حتى  اشتدّ عليه المرض،  فاستأذن أزواجه في أن يُمرّضَ في حُجرة عائشة فأَذِنّ له.

معاملة النبي لبناته:

كان يدخل الفرح إلى قلوبهنّ، و كان يأتمن بناته على أسراره، ويقوم لهنّ، ويُحسن استقبالهنّ، و كان يقوم  بتزويجهنّ بعد بلوغهنّ وبعد أن يتحقق من رجاحة عقولهنّ وقوة دينهنّ، وكان يأمرُهنّ بالحجاب، ولبس الساتر من الثياب.

و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتمّ بشؤون بناته ، ويحلّ مشاكلهنّ، جاءت ابنته فاطمة اليه يوما تشكو ممّا تجده من جهد العمل، فطلبت منه أن يُحضرَ لها خادماً، فقال لها ولزوجها: ( ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ)

اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاة تحسن بها الأخلاق وتيسر بها الأرزاق وتدفع بها المشاق وتملأ بها الآفاق وعلى آله وصحبه وسلم من يوم خلقت الدنيا إلى يوم التلاق بستر منك يا عزيز ويا خلاق.

شُغِفـتُ به حُبّـاً فـإن ذُكـِرَ اسمـُهُ

تَحَـدَّرَ دمعُ العيـنِ يَستـأذن الخـَدّا

أُرَطِّـبُ حلقي بالصـلاةِ على اسمهِ

فتنقلبُ الأشـواقَ في مُهجتي بردا.

Advertisements