سوره العلق
سوره العلق هيا سوره مكيه و اول سوره نزلت على النبى محمد(ص) قبل الهجره
- زمن الوحى مكية
- رقم السوره 96
- عدد الايات 19
- عدد الكلمات 72
- عدد الحروف 281
- سبقها سورة التين
- تبعها سورة القدر
موضوع سوره العلق
- الأمر بالقراءة والعلم والكتابة. (1 – 5)
- طبيعة الإنسان ونسيانه للآخرة. (6 – 8)
- تهديد للطغاة (9 – 19)
سوره العلق
بسم الله الرحمن الرحيم
- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
- خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
- اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ
- الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
- عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
- كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى
- أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى
- إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى
- أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
- عَبْدًا إِذَا صَلَّى
- أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى
- أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى
- أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى
- أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى
- كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ
- نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
- فَلْيَدْعُ نَادِيَه
- سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
- كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
نزول سوره العلق
نزل الوحي لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، تروي عائشة بنت أبي بكر قصة بدء الوحي، والتي أنكر الشيعة معظمَ ما جاء فيها:
سورة العلق أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه المَلك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقاريء. قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: ا
قرأ، قلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زمّلوني زملّوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتُقرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءًا تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي
فقالت له خديجة: يا ابن عمّ، اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيًا إذ يُخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوَمخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا
وبعد نزول أول خمس آيات من سورة العلق، فَتَر عنه الوحي مدة، قيل أنها أربعون ليلة وقيل أقلّ من ذلك، حتى انتهت بنزول أوائل سورة المدثر.
مضمون سوره العلق
(سوره العلق) انها السورة الأولى نزولاً في هذا القرآن، فهي تبدأ باسم الله، وتوجه الرسول أول ما توجه، في أول لحظة من لحظات اتصاله بالملأ الأعلى، وفي أول خطوة من خطواته في طريق الدعوة التي اختير لها.
توجهه إلى أن يقرأ باسم الله ﴿اقرأ باسم ربك﴾ وتبدأ من صفات الرب التي بها الخلق والبدء : (الذي خلق).
ثم تخصص (سوره العلق) : خلق الإنسان ومبدأه : ﴿خلق الإنسان من علق﴾ … من تلك النقطة الدموية العالقة بالرحم. من ذلك المنشأ الصغير الساذج التكوين. فتدل على كرم الخالق فوق ما تدل على قدرته. فمن رفع هذا العلق إلى درجة الإنسان ؟ وإنها لنقله بعيدة بين المنشأ والمصير ولكن الله قادر وكريم.
وإلى جانب هذه الحقيقة تبرز حقيقة التعليم… تعليم الرب للإنسان (بالقلم) لأن القلم كان وما يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان. والله يعلم قيمة القلم فيشير إليه في أول لحظة من لحظات الرسالة الأخيرة للبشرية.
ثم تبرز مصدر التعليم إن مصدره هو الله منه يستمد الإنسان كل ما علم، وكل ما يعلم وكل ما يفتح له من أسرار هذا الوجود، ومن أسرار هذه الحياة، ومن أسرار نفسه فهو من هناك من ذلك المصدر الواحد، الذي ليس هناك سواه. وكل أمر، كل حركه، كل خطوة، كل عمل باسم الله، وعلى اسم الله. باسم الله تبدأ، وباسم الله تسير وإلى الله تتجه، وإليه تصير.
ولقد كان من مقتضيات تلك الحقيقة : حقيقة أن الله هو الذي خلق، وهو الذي علم، وهو الذي أكرم. أن يعرف الإنسان ويشكر. ولكن الذي حدث كان غير هذا، وهذا الانحراف هو الذي يتحدث عنه المقطع الثالث للسورة : ﴿كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى﴾ إن الذي أعطاه فأغناه هو الله.
(سوره العلق) ولكن الإنسان لا يشكر حين يعطى فيستغني. وحين تبرز صورة الإنسان الطاغي الذي نسي نشأته وأبطره الغني، يجيء التعقيب بالتهديد الملفوف : ﴿إن إلى ربك الرجعى﴾ ، وهنا تبرز قاعدة أخرى من قواعد التصور الإيماني. قاعدة الرجعة إلى الله في كل حركه وفي كل أمر وفي كل نيه، ليس هناك مرجع سواه. إليه يرجع الصالح والطالح والطائع والعاصي والمحق والمبطل والخير والشرير. والغني والفقير… وإليه يرجع هذا ﴿أن رآه أستغنى﴾ ألا إلى الله تصير الأمور… ومنه النشأة وإليه المصير…
وهكذا تجتمع أطراف التصور الإيماني.. الخلق والنشأة. والتكريم والتعليم.. ثم..الرجعة والمآب لله وحده بلا شريك : ﴿إن إلى ربك الرجعى﴾ في (سوره العلق) .
اقرأ أيضاً: الزكاة
ثم يمضي المقطع الثالث في السورة القصيرة (سوره العلق) يعرض صورة من صور الطغيان. صورة مستنكرة يعجب منها ويفظع وقوعها في أسلوب قرآني فريد.
﴿أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى﴾.
(أرأيت ؟) للتشنيع والتعجيب والاستنكار ويجيء التهديد الملفوف (ألم يعلم بأن الله يرى ؟) يرى تكذيبه ونهيه للعبد المؤمن إذا صلى ثم يجيء التهديد الحاسم الرادع، (كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة. فليدع ناديه سندع الزبانية) وفي ضوء هذا المصير الهيب تختم السورة بتوجيه المؤمن الطائع إلى الإصرار والثبات على إيمانه وطاعته. (كلا لا تطعه واسجد واقترب).